لا يعرف الشيء الكثير عن القديس يوحنا السينائي كاتب "السلّم" والمكنّى بالتقليد النسكي "بالسلّمي" أو "الدرجي" (كليماكوس). حداثته مجهولة لدينا سوى أن لَقب "العلاّمة" الذي لُقب به وهو على قيد الحياة يفترض تحصيلاً ثقافياً واسعاً. في السادسة عشر من عمره تتلمذ للأب مرتيريوس أحد شيوخ دير جبل سيناء. في سن العشرين اعتزل متوحداً في بادية "تولا". قضى أربعين سنة في خلوته في تولا مجاهداً جهاد التوبة والصلاة ومختبراً فنون الحرب اللامنظورة وحلاوة مناجاة الله وكان في خلوته يستقبل من يأتون إليه للاسترشاد من رهبان وعلمانيين ويزور المرضى المتوحدين متفقداً، في نهاية الأربعين سنة التي قضاها متوحداً انتخب رئيساً لدير جبل سيناء، لا يعرف بالضبط مقدار الزمن الذي تولّى فيه القديس يوحنا رئاسة دير جبل سيناء ولكنه استقال من الرئاسة ليعود إلى خلوته قبل وفاته. كتب القديس يوحنا كتاب السلّم بناءً على طلب زميله الأب يوحنا رئيس دير رايثو وذلك لمنفعة الرهبان. إلاّ أنه نافع لكل مسيحي يبتغي طريق الكمال، هذا ويستشف من كتابه أنه كان ذا شخصية قوية حرّة لقد شاهد وسمع في حياته أموراً كثيرة فيرويها ويقيّمها تقيّماً شخصياً غير آبه بمخالفته للآراء السائدة أحياناً، ويبدو جليّاً أنه مطّلع كلّ الإطلاع على أحوال الناس العائشين في وسط العالم وعلى آرائهم وعاداتهم ونفسيتهم وأنه يعرف النفس البشرية معرفة عميقة ويحللها تحليلاً دقيقاً جديراً بعلماء النفس اليوم وهو مستعد دائماً للإقرار بضعفه مما يجعله من المعلّمين الروحانيين الأكثر إنسانية. تسمية السلّم مستوحاة من رؤيا يعقوب "تكوين 12:28-13"، رتّب القديس يوحنا في كتابه ثلاثين درجة إشارة إلى سني يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم وترمز السلّم بصورة عامة إلى مسيرة الكمال باعتبارها صعوداً روحياً نحو الله أو إلى صليب المسيح باعتباره الطريق الوحيد الذي يجمع بين الأرض والسماء فإن كتاب السلّم يعدّ أيضاً كتاباً فريداً من نوعه نظراً لشخصية مؤلفه القوية وسعة معرفته وعمق خبرته الروحية وطريقته في البحث متصفاً ومتميزاً بالانسجام والغنى معا. تُعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 30 آذار وفي الأحد الرابع من الصوم الكبير