أسرة الأباء
انا واقفف علي الباب واقرع من فتح لي ادخل واتعشي معهو منتدي أسرة الأباء يرحب بكم ويرجو التسجيل منتدي كنيسة الشهداء باسيوط يسوع يرعي شعبه
أسرة الأباء
انا واقفف علي الباب واقرع من فتح لي ادخل واتعشي معهو منتدي أسرة الأباء يرحب بكم ويرجو التسجيل منتدي كنيسة الشهداء باسيوط يسوع يرعي شعبه
أسرة الأباء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسرة الأباء

منتدي كنيسة الشهداء باسيوط خدمة شباب ثانوي اسرة الأباء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كنيسة الشهداء باسيوط لخدمة شباب ثانوي الســــــــــــــ7ـــــــــــــــاعه مساء يوم الجمعه
يجماعه الي عاوز يشوف المواضيع الجديده من ايقونة البوابه ولوحد محتاج حاجه يكتبها في قسم طلبات الأعضاء والدعم ولو حد مش عارف يسجل بالمنتدي الشرح موجود في قسم طلبات الأعضاء والدعم santa

 

 غايس شخصيات من الكتاب المقدس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

غايس شخصيات من الكتاب المقدس Empty
مُساهمةموضوع: غايس شخصيات من الكتاب المقدس   غايس شخصيات من الكتاب المقدس Emptyالثلاثاء يونيو 01, 2010 3:56 pm

غايس
" أيها الحبيب أنت تفعل بالأمانة
كل ما تصنعه إلى الأخوة وإلى الغرباء"
( 3يو 5)




مقدمة
كانت أسرة الصبى وليم كولجيت فقيرة جداً ، وكان على وليم أن يترك بيته فى سن مبكرة ، ليشق طريقه فى الحياة بنفسه ، ذلك لأن والديه لم يكن فى استطاعتهما ، ارساله إلى المدرسة ، ولا حتى أن يعولاه ، وقد أعطته أمه كهدية الوداع الكتاب المقدس ، وطلبت منه أن يقرأه يومياً ويصلى ، وقرر وليم أن يعمل فى صناعة الصابون والشمع مساعداً لبحار عجوز لم يكن يعرف غير هذه الصناعة ، ولما قبض مرتبه لأول مرة وكان عبارة عن دولار واحد ، كان يعرف أن جزءاً منه ملك للّه ، .. وعلم من الكتاب الذى أعطته له أمه ضرورة تقديس العشور ، وقال إن كان اللّه يقبل أن يأخذ العشر فسأعطيه إياه ، وبمرور الوقت صار وليم شريكاً فى المصنع ، فصاحباً له ، وفتح حساباً فى البنك رصد فيه عشر كل إيراداته لأجل عمـــــل اللّه ، وأنجحه الرب ، وابتدأ نصيب الرب يزيد إلى العُشرين فالنصف ، وأخذ يرتفع ارتفاعاً متوالياً حتى كان فى السنوات الأخيرة من حياته ، يوزع كل الربح للرب ، ولما مات كولجيت أعتبر من أعظم رجال الخير والإحسان فى الأرض !! .. كان غايس عضواً متقدماً فى الكنيسة ، ومن الواضح أنه كان غنياً ، ومع ذلك فقد كان الشخص الوديع الذى يقف فى الصفوف الخلفية يمد يده بالمعونة والمساعدة للجميع ، وقد كتب إليه الرسول يوحنا يمتدح عمله ، وينتظر له النجاح الشامل فى كل شئ ، .. كم يحتاج الناس ولاسيما الأعضاء فى الكنيسة إلى التأمل فى قصة الرجل لعلهم يدركون الواجب الأمثل الذى يواجههم فى عمل اللّه وخدمة القديسين ، ولذا يحسن أن نتأمل القصة فيما يلى :

غايس الرجل الناجح
كان الاسم غايس من الأسماء الشائعة فى العصر المسيحى الأول . وقد جاء ذكره فى أكثر من موضع من الإنجيل ، فهناك غايس المكدونى رفيق بولس فى السفر والذى اختطفته الجماهير الهائجة فى أفسس : « فامتلأت المدينة كلها اضطراباً واندفعوا بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخس المكدونيين رفيقى بولس فى السفر » ( أع 19 : 29 ) . وهناك غايوس الدربى الذى صاحب بولس إلى مكدونية : « ومن أهل تسالونيكى أرسترخس وسكوندس وغايوس الدربى وتيموثاوس » . (أع 20 : 4 ) .. ويظن البعض أنه من دربة ، وآخرون أنه من دوبارس المدينة المكدونية ، ولذا فهم يعتقدون أنه غايوس المكدونى المشار إليه آنفاً !! .. وهناك غايس الكورنثى الذى عمده بولس فى كورنثوس : « أشكر اللّه أنى لم أعمد أحداً منكم إلا كريسبس وغايس » 0 1 كو 1 : 14 ) .. ويعتقد أنه هو نفس الشخص الذى أشار إليه بولس فى آخر رسالة رومية : « يسلم عليكم غايس مضيفى ومضيف الكنيسة كلها » ( رو 16 : 23 ) .. أغلب الظن أن الأخير هو غايس الذى كتب إليه الرسول يوحنا رسالته الثالثة ومع أننا لا نستطيع أن نقطع بالرأى هل غايس الذى يتحدث عنه يوحنا ، هو غايس الذى يذكره بولس والذى عمده فى كورنثوس أم هما شخصان برزا فى دائرة الكرم وإضافة المؤمنين ، .. إن الذى يرجح الرأى الأخير هو أن غايس الكورنثى على الأغلب عرف المسيح عن طريق بولس الذى عمده أيضاً بينما غايس الذى أرسل إليه يوحنا بقوله : « ليس لى فرح أعظم من هذا أن أسمع عن أولادى أنهم يسلكون بالحق » ( 3 يو 4 ) .. مما قد يشجع على الظن بأنه قد آمن بالمسيح عن طريق يوحنا !! .. على أية حال نحن مع يوحنا أمام رجل ناجح ، على أجمل صورة يمكن أن يكون عليها النجاح فى الحياة ، والنجاح فى حد ذاته من أشهى الأمور التى يتوق إليها الإنسان فى الأرض ، فهو الأمنية التى يسعى إليها كل البشر فى الحياة ، والكلمة الحلوة للتاجر فى تجارته ، وللصانع فى مصنعه ، وللطالب فى مدرسته ، وللمخترع فى اختراعه ، وللمكتشف فى اكتشافاته، وللجندى فى معركته ، لكن الخطأ الأساسى فى الحياة ينبع من عدم التقييم الصحيح للنجاح أو التنظيم الواجب له !! .. والرسول يوحنا يدعو لغايس ويتمنى له كل أنواع النجاح ، غير أنه يضع الأهم قبل المهم ، ... وهو هنا يؤسس النجاح الصحيح ، أو يضع القاعدة التى يرتكز عليها كل نجاح حقيقى ، على نجاح النفس « كما أن نفسك ناجحة» وفى الحقيقة لا مانع من أن يأتى كل نجاح للإنسان من الزوايا والميادين المختلفة ، طالما كان الإنسان متأكداً من نجاح نفسه أمام اللّه والناس ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا ارتبطت الحياة بجملتها بالحق معرفة وسلوكاً : « بالحق الذى فيك كما أنك تسلك بالحق . ليس لى فرح أعظم من هذا أن أسمع عن أولادى أنهم يسلكون بالحق » ... والحق ، فى المفهوم المسيحى ، ليس مجرد شئ بل شخص جاء وتجسد الحق فيه ، وعرفنا كيف يكون الحق !! .. ولا سبيل إلى النجاح على هذا الأساس ، قبل معرفة المسيح ، وتسليم الحياة له ، ... وعندما نراجع قصة أبطال الكتاب والتاريخ الذين نجحوا تماماً بالمعنى المسيحى ، نجد أنهم هم الذين بدأوا خطواتهم بمعرفة اللّه والشركة معه ، أو بعبارة أخرى أصبح الحق فيهم : « بالحق الذى فيك » ... عندما صمم يوسف على النجاح ، وعلى أن يرتفع بنجاحه إلى أعلى عليين حتى تصبح الشمس والقمر والكواكب ساجدةً له ، أمسك من اللحظة الأولى بطرف الخيط ، إذ عرف اللّه وسار مع اللّه : « وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً » (تك 39 : 2 ) .. وعندما وقف موسى على الخطوات الأولى من درب النجاح أدرك أنه لا يمكن أن يكون هذا النجاح بعيداً عن معرفة اللّه والتمسك به حتى أنه « لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب اللّه عن أن يكون له تمتع وقتى بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة !! » ( عب 11 : 24 - 26). وهذا ما عرفه الصبى الصغير الهاجع فى بيت اللّه ، عندما تكلم اللّه إليه فأجاب : « تكلم لأن عبدك سامع » .. ( 1 صم 3 : 10 ) .. وعاش صموئيل فى هذا اليقين الدائم بأن النجاح لابد أن يكون يسمع صوت اللّه فى كل ظروف الحياة، ... وعرف داود النجاح وهو يغنى بمزماره فوق الربى والجبال وهو يهتف للّه : « أحبك يارب ياقوتى » .. ( مز 18 : 1 ) وعرف دانيال فى السبى النجاح والتفوق وهو يمد بصره كل صباح وظهر ومساء من خلال الكوة المفتوحة إلى مدينته المقدسة ، وإلهه العظيم الذى أعطاه اضعافاً مضاعفة من النجاح لأمانته فى التمسك به ، .. وأدرك تيموثاوس النجاح بالتمسك بتعليم أمه وجدته فى مواجهة الحياة ووثنية أبيه وقسوة الأجواء والظروف المحيطة به .. وبنى غايس نجاحه على الحق الذى فيه !! .. ومن اللازم أن نشير هنا إلى أن هؤلاء جميعاً ، لم يكن الحق عندهم مجرد معرفة نظرية أو فهم عقلى ، بل هو أولا وأخيراً السلوك الدينى الصحيح : « كما أنك تسلك بالحق » ( 3 يو 3 ) قص الدكتور وليم كلى قصة فتاة فى الخامسة من عمرها ، وكانت متدينة ونشطة ، وفى أحد الأيام ، وجدتها أمها وقد رتبت الكراسى فى صفين فى وسط الغرفة ، ووضعت أختها الصغرى التى كان عمرها سنتين فى الكرسى الأوسط ، وبقية عرائسها على الكراسى الأخرى ، وقد سألتها أمها عن ذلك فقالت الصبية : لقد كان عندنا كنيسة ، وسألت الأم ضاحكة : وهل كان عندكم عظة ... فأجابت الفتاة : نعم . وقالت الأم : حسناً وماذا قال الراعى !! ؟ فأجابت الفتاة بكل تأن كما لو كانت تحاول أن تتذكر : لقد قال يجب أن تكونوا صالحين لأن اللّه فى كل مكان !! ... إن الحياة المسيحية ينبغى أن تكون غنية بالشركة مع اللّه واختباره فى تحمل كل الظروف والمتاعب من أجل اسمه !! .. كان مرسل يعمل بين اليهود ، وحدث أنه لم يكن لديه يوماً طعام خلاف قطعة لحم صغيرة وثلاث بطاطسات ، وكانوا ثلاثة أشخاص ولم تكن هناك طريقة للحصول على طعام فى وقت قريب ، ... ووضعوا آخر ما عندهم على المائدة وصلوا ذاكرين وعده للمتكلين عليه وإذ ذاك سمعوا طرقاً على الباب ، وإذا بهندى يحمل ربع غزال ولما سمع قصتهم قال الآن عرفت السر فإنى لما ذبحت الغزال على بعد سبعة أميال ، نادانى صوت : أسرع وقدم منه للمرسل . ولذا أتيت مسرعاً .. نُفى جماعة من المسيحيين المساكين إلى إقليم بعيد ، ورآهم أحدهم فأثر المنظر فى نفسه وقال يالهم من مساكين ، فانهم طردوا إلى أماكن مقطوعة حيث لا يرون معهم أحداً قط، وليس من أنيس لهم غير الحيوانات ، فقال آخر لقد كانوا جديرين بالرثاء والأسى لو أنهم نقلوا إلى مكان لا يجدون فيه إلههم ، أما الآن فليسروا لأن اللّه يذهب معهــــم وسيقدم لهم تعزيات حضوره أينما ذهبوا !! ..
والرسول يوحنا لا يمانع بعد النجاح النفسى من الوصول إلى النجاح المادى والاجتماعى والصحى! .. أروم أن تكون ناجحاً فى كل شئ !! .. ومن المؤسف جداً أن الكثيرين لا يعرفون هذا الترتيب أو يهضمونه على الإطلاق، .. أليس هناك الكثيرون من الناس الذين يبذلون كل جهدهم من أجل عقول وأجساد أولادهم دون أن يهتموا بأمر نفوسهم ، وهم يفخرون بما ناله هؤلاء الأولاد من شهادات علمية ومراكز اجتماعية دون أن يهتموا البتة بحياتهم الروحية!! .. ومن المتصور أن غايس كان على درجة كبيرة من النجاح المادى ، والمال يمكن أن يكون بركة من أعظم البركات مع النفس الناجحة ، ... متى نجحنا فى استخدامه لخدمة الرب ومجد اسمه بين الناس !! .. ويعتقد البعض أن غايس كان عليل الصحة ضعيف البنية ، والقول : «أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً ، قد تشير الكلمة : «صحيحاً» إلى ضعف الجسد أو مرضه ، .. والرسول يطلب له الصحة السليمة والعافية المتكاملة .. ومن الحق أن بعض القديسين كانوا فى أضعف الحالات جسدياً ، وكانوا كلعازر يئنون تحت ثقل علتهم ، ولكنهم كانوا ناجحين روحياً ، وقد غنت مس هقرجال بأروع الترانيم والأغانى وهى محطمة جسدياً ، .. لكن الأصل عند اللّه ، أن سلامة الصحة تعين على الخدمة الناجحة ، ومن ثم كانت المطلب الذى تمناه يوحنا الرسول لغايس المحبوب !! .

غايس العضو المختفى
ومع أننا لا نعلم بالضبط مركز غايس فى الكنيسة ، وماذا كانت رسالته فيها ، إلا أنه من الواضح أنه كان رجلاً غنياً ، وفى الوقت عينه وديعاً ، يقدم ثروته وخدمته ، دون أن يفكر فى التسلط والظهور ، وقد امتدح يوحنا هذا،على العكس من ديوتريفس ، الذى ظنه البعض أسقفاً ، واعتقد آخرون ، ولعله الأرجح أنه كان شيخاً من شيوخ الكنيسة ، ولكنه كان مستبداً جباراً ، وهو لا يريد أن يمر أى عمل كنسى دون موافقته ، مهما كان هذا العمل صالحاً ، ولا نعلم كيف شق هذا الرجل طريقه إلى المركز القيادى فى الكنيسة ، لكننا نراه هناك على أبشع درجة من العنف والاستبداد ، .. وقد كشف يوحنا عن سره ، السر الذى مايزال إلى اليوم أس البلاء فى الكنيسة ، إنه يريد أن يكون « الأول » إنه أشبه بذلك الجواد الذى عجز كل واحد عن ترويضه ، وأدرك الإسكندر الأكبر سره ، عندما رآه يفزع كلما أبصر ظله على الأرض ، .. فما كان من الإسكندر إلا أنه أدار الحصان بكيفية لا يمكن أن يرى ظله فيها ، .. واستطاع أن يمتطى صهوته، بعد أن أسقط كل راكب من على ظهره ، وهو جامح أمام الظل ، .. وعندما يقع ظل الذات على حياتنا وخدمتنا ، فكلنا جواد الإسكندر الجامح ، وكلنا ديوتريفس الذى يريد أن يكون الأول بينهم ، وويل للفرد أو الكنيسة أو الحياة عندما تستيقظ الذات وتشق طريقها بين الناس !! أغلب الظن أن ديوتريفس وجد حججه تجاه الغرباء الآتين الذين يطردهم والذى يكون يوحنا قد أرسلهم ، وهو يرفض سلطان يوحنا أو رجاءه بدعوى عدم جواز خضوع الكنيسة للرئاسات أو ما أشبه إذ هى كنيسة المسيح الديموقراطى ، ويتباكى الرجل على الديموقراطية التى خنقها بيديه حيث لا ينبغى أن يُسمع صوت فى الكنيسة غير صوته ، .. وربما تحدث عن استقلال الكنيسة المحلى الذى لا يجوز إخضاعه بأية صورة من الصور .. ، أو عن الرجال الذين فى الكنيسة وفيهم النضوج الكافى ، وليسوا فى حاجة إلى من يعلمهم كيف يسلكون السبيل ، وما إلى ذلك مما يتكرر فى كل العصور والأجيال ، عندما يستيقظ شبحه فى الكنائس والمجامع والسنودسات والمحافل العامة ، وعندما ترتفع أصوات الكبرياء بالاستقلال وعدم التبعية وعدم الخضوع لأى بشر مهما كان مركزهم ولونهم وشأنهم !! .. ومثل هؤلاء يحتاجون فى هذه كلها إلى مرآة ليروا أنفسهم على حقيقتها فى كل ما قالوه ، وهم يزعمون أنهم يتصرفون لمجد اللّه وخير الكنيسة ، والحق وحده ، دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى !! .. هذا الطراز الخبيث من الناس تزداد ضراوته بالخبث الذى يغلف به حججه وأسانيده المزعومة ، والالتواءات الخفية والظاهرة التى يستخدمونها فى خداع البسطاء ، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى من يصدهم ، ويكشف الخبث ، واللذات ، والشراسة التى يخفونها فى نفوسهم .. وعلى العكس منهم ، تظهر روح غايس الوديعة التى تعمل فى صمت، وتبذل فى خفاء ، وتجاهد فى وداعة ، وتقدم فى حب ، وهذا كلها لم تكن عند ديوتريفس. وعلى حد قول أحد القديسين : « إنه لا يوجد اختبار دينى ، أيا كان هذا الاختبار لا يقدر أن يعبر عن ذاته بالمحبة » . . والسؤال الذى يلزم أن يكون محكاً وامتحاناً حقيقياً لأى عمل مسيحى هو ما مقدار ظهور الذات أو انعدامها منه ؟!! ..

غايس المضيف الكريم
قد تكون لغايس مواهب متعددة ووزنات كثيرة ، لكن أعظم ميزاته هى إضافة المحتاجين والغرباء على نحو كان واضحاً وملحوظاً من الجميع ، .. لم تكن هناك فنادق فى تلك الأيام تستطيع استيعاب الوافدين والغرباء وعابرى السبيل ، وكان اليونانيون يأنفون من أخذ مقابل نظير استضافتهم للغرباء الذين كانوا يأوونهم ، كما كانوا يحتقرون كل من يدير فندقاً ، كما إن الفنادق فى ذلك الزمن كانت أبعد من أن تكون مريحة للمسافرين لعدم الاهتمام بتنظيفها وتخليصها من الحشرات ، .. وكان فى العالم القديم أماكن خاصة عند العائلات لايواء الضيوف والغرباء ، .. وكانت إضافة الغرباء عند المسيحيين أوضح وألزم ، وقد نادى بها الإنجيل كما قال الرسول بولس : «عاكفين على إضافة الغرباء » ( رو 12 : 13 ) .. وفى الرسالة إلى العبرانيين : « لا تنسوا إضافة الغرباء » ( عب 13 : 2 ) .. وقال الرسول بطرس : « كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة » ( 1 بط 4 : 9 ) .. وكان من الشروط الأساسية فى اختيار الأسقف إضافة الغرباء ( 1 تى 3 : 2 ، تى 1 : 8 ) .. وقد ذكر يوستنيان الشهيد فى دفاعه الأول عام 170م كيف كان هذا العمل من أهم أعمال الكنيسة إذ كان العابدون يوزعون على الفقراء حسب استطاعتهم ، وكان قائد الاجتماع يزور الأيتام والأرامل ، وكل من له احتياج ، والمقيدين ، والغرباء الموجودين بين الجماعة !! .. وقد كان فى مطلع التاريخ المسيحى مبشرون متجولون تركوا بيوتهم وعائلاتهم وضحوا براحتهم ، فى سبيل نشر كلمة اللّه وحملها إلى حيث يذهبون ويصفهم الرسول يوحنا : « من أجل اسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئاً من الأمم » ( 3 يو 7 ) ، ومن المرجح أن ديمتريوس كان واحداً من هؤلاء المبشرين المتجولين ، وكان مشهودا له من الجميع ، وربما وجد بين هؤلاء ، من انتحل هذه الصفة مندساً ، كما يفعل إلى اليوم الأدعياء والمحتالون ، ومن ثم جاء فى التعاليم الدينية القديمة «الدياداكى» المنسوبة إلى الرسل: «كل من جاءكم باسم الرب ، فهذا اقبلوه ، ثم بعد ذلك سوف تعرفونه ، وسيعطى لكم أن تعرفوا كيف تميزون اليمين من اليسار ، وإن كان القادم إليكم عابر سبيل ساعدوه بقدر الإمكان ، لكن لا تدعوه يمكث عندكم أكثر من يومين أو ثلاثة ، ما لم تكن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك ، لكن إن كان هو يرغب فى البقاء معكم إن كان صاحب حرفة فليعمل لكى يكسب عيشه . أما إن أدركتم أنه لا حرفة له ولا عمل . فإن كان مسيحياً فقدموا له ما يحتاجه ، ورتبوا له حتى لا يظل عاطلا بينكم ، فإن لم يفعل ذلك تحذروا منه ومن أمثاله ، لأنه قد يكون من المتاجرين بالدين .. » .. لكن ديمتريوس على العكس ، وفى ظن البعض أنه ديمتريوس الصائغ وصانع هياكل الفضة لأرطاميس ، والذى كان يكسب من ورائها المكاسب الطائلة ، وأهاج الجماهير على بولس ، ولكنه على حد هذا التصور لم يلبث أن آمن بالمسيح وأصبح من أخلص جنودها ، وأنه خرج ليكرز بالإنجيل ، وينادى برسالة الخلاص وقد افتقر دون أن يبالى بفقره من أجل السيد ، ... وقد استقبله غايس أحر استقبال ، وقدم له ولغيره من الغرباء كل ضيافة كريمة ، الأمر الذى أثار ثائرة ديوتريفس ، وعمل على طرد الغرباء والوافدين ، وسمع الرسول يوحنا فأرسل الرسالة منضماً إلى غايس وديمتريوس ومندداً بشر ديوتريفس ومعطياً الشهادة الواجبة للرجل المضياف!!..
أليس من الغريب أن الكنيسة ماتزال إلى اليوم تجمع - بهذه الصورة أو تلك فى وقت واحد - بين « غايس » و « ديمتريوس » و « ديوتريفس » . وقد ذكر بيتر مارشال الواعظ المشهور قصة رائعة لست أدرى نصيبها من الواقع أو الخيال ، ولكنها تمثل الحقيقة التى تتابعنا جميعاً ، إذ تحدث عن ذلك الأمريكى الثرى الذى جلس فى بيته ذات مساء فى ليلة قارصة البرد ، يقرأ على مقربة من المدفأة فى غرفته فصولا من الكتاب المقدس ، ولم يكن معه بالدار أحد إذ ذهبت زوجته وأولاده إلى إحدى دور الملاهى وانتهت به القراءة إلى قول المسيح فى إنجيل لوقا الأصحاح الرابع عشر : « إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمى فيكون لك الطوبى » ( لو 14 : 13 ).. وما أن قرأ هذه العبارة حتى تحولت أمامه نوراً وناراً وأخذ يتأمل تحدى المسيح لأمثاله الأغنياء ، فهو وأمثاله لا يفكرون إلا فيمن على شاكلتهم ، أما أولئك المساكين والمحرومون فلا يذكرهم أحد ، فشأن العالم أن يقتصر التكريم فيه على أصحاب النفوذ والوجاهات ، ومن تتناقل الصحف أسماءهم ، ومن لهم مكانتهم فى الهيئة الاجتماعية أو يشار إليهم بالبنان !! .. ومد خياله ليرى جيوشاً لا حصر لها من المساكين والعرج والعمى الذين يتسكعون فى الشوارع ، ويستعطون المارة ، ويستدرون عطفهم ، وتصورهم يمرون بداره ، فصلى من أجلهم طالباً أن يمنحهم اللّه القوة والشجاعة والصبر والإيمان !! . لكنه فكر أن عليه واجباً تجاههم وخطرت له فكرة قرر أن يتممها إذ أرسل بطاقة كتب عليها : يتشرف يسوع الناصرى أن يدعوكم إلى وليمة تقام مساء الجمعة القادم وسوف تنتظركم سيارات لتنقلكم فى الوقت المحدد من مركز اتحاد المرسليات إلى مكان الوليمة . وهذه الوليمة قاصرة على أبناء الفاقة والمساكين والمحرومين !! .. وقد أثارت الدعوة دهشة المسئول عن المطبعة ، ولكنه مع ذلك نفذها .. وأخذ الرجل الأنيق الداعى يمر بالشوارع ويوزع على كل من يمر به من العمى والعرج والمقعدين ، رقاعها ... ومع أن الناس تعجبت من الدعوة إلا أنها صادفت استحساناً كبيراً ، وتجمع فى المكان عدد غفير من المدعوين من البؤساء وأصحاب العاهات ، ولا تسل عن مشاعر المدعوين أمام المائدة الحافلة عندما كان المضيف يمر بهم ووجهه يشع بالضياء وقلبه يخفق من شدة الفرح ، وأخذ يحدثهم عن حياة ذلك الشخص الذى ألهمه أن يقيم لهم هذه الوليمة ، فهو شخصية إلهية لكنها صرفت حياتها على الأرض تصنع خيراً .. كان يقول إن هذه الحفلة هى حفلة ذلك السيد الإلهى ، وقد أعرته بيتى فقط ليقيم لكم هذه الوليمة . فهو مضيفكم وصديقكم وهو يحزن لحزنكم ويفرح لفرحكم ، وهو يريد أن يساعدكم ، ويعيد إليكم رجاءكم الضائع فى هذه الأرض !! .
ومهما يكن حظ هذه القصة من الخيال أو الواقع ، فإنها الصورة الصحيحة لما فعل غايس المضيف الكريم لإخوة المسيح الأصاغر ، وضيوفه ، وخدامه الذين تفرقوا فى كل مكان للمناداة بإنجيله والكرازة بالخلاص بين الناس !! وهل كان يعلم الرجل الذى قدم خدمته الوديعة الطيبة ، والمتشحة - فى أغلبها - بالتخفى والتستر ، أن هذه الخدمة ستعبر القرون وتذاع فى كل زمان ومكان ، لتبقى علماً فى جبين الأجيال يمتدحها الناس ، وتنفذ إلى ما وراء الأبد لتلتقى بالصوت المحب الكريم : « تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . لأنى جعت فأطعمتمونى . عطشت فسقيتمونى . كنت غريباً فآويتمونى . عرياناً فكسوتمونى . مريضاً فزرتمونى . محبوساً فأتيتم إلىَّ . فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين . يارب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك. أو عطشاناً فسقيناك . ومتى رأيناك غريباً فآويناك . أو عرياناً فكسوناك . ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك . فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم » ( مت 25 : 34 - 40 ) .. !! .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غايس شخصيات من الكتاب المقدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بنيامين شخصيات من الكتاب المقدس
» أليشع شخصيات من الكتاب المقدس
» ملاك كنيسة فيلادلفيا ... شخصيات الكتاب المقدس
» العراق فى الكتاب المقدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أسرة الأباء :: الكتاب المقدس :: الكتاب المقدس :: شخصيات من الكتاب المقدس-
انتقل الى: